তারিখ

কুমিল্লায় এখন সময়

,বঙ্গাব্দ
Welcome To My Websites

হজ্ব নিয়ে একটি আরবি মাকালা


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْمِ

الحَجُّ: الرُّكْنُ الخَامِسُ فِي الإِسْلَامِ

يُعْتَبَرُ الحَجُّ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ الخَمْسَةِ، وَهُوَ فَرِيْضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ بَالِغٍ قَادِرٍ، مَرَّةً وَاحِدَةً فِي العُمْرِ. قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الكَرِيْمِ: "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ" (الحَجُّ: ٢٧). فَالحَجُّ هُوَ شَعِيرَةٌ عَظِيْمَةٌ تَجْمَعُ المُسْلِمِيْنَ مِنْ كُلِّ بُقَاعِ الأَرْضِ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ وَزَمَانٍ وَاحِدٍ، مُؤَكِّدًا عَلَى وَحْدَةِ الأُمَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ وَأَهَمِّيَّةِ التَّكَافُلِ وَالتَّضَامُنِ بَيْنَ المُسْلِمِيْنَ.

مَنَاسِكُ الحَجِّ:

تَبْدَأُ مَنَاسِكُ الحَجِّ بِالإِحْرَامِ، وَهُوَ النِّيَّةُ لِلدُّخُوْلِ فِي النُّسُكِ مَعَ التَّجَرُّدِ مِنَ المَلَابِسِ العَادِيَّةِ وَارْتِدَاءِ لِبَاسِ الإِحْرَامِ، الَّذِي يَرْمُزُ إِلَى المُسَاوَاةِ بَيْنَ المُسْلِمِيْنَ بَغْضِ النَّظَرِ عَنِ الجِنْسِ أَوِ الطَّبَقَةِ الاجْتِمَاعِيَّةِ. وَبَعْدَ الإِحْرَامِ، يَتَوَجَّهُ الحَاجُّ إِلَى مَكَّةَ المُكَرَّمَةِ لِأَدَاءِ طَوَافِ القُدُوْمِ حَوْلَ الكَعْبَةِ المُشَرَّفَةِ.

ثُمَّ يَتَوَجَّهُ الحَاجُّ إِلَى مَشْعَرِ مِنى فِي اليَوْمِ الثَّامِنِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، حَيْثُ يَقْضِي هُنَاكَ اليَوْمَ فِي الدُّعَاءِ وَالاسْتِعْدَادِ لِيَوْمِ عَرَفَةَ، اليَوْمِ الأَهَمِّ فِي مَنَاسِكِ الحَجِّ. فِي يَوْمِ عَرَفَةَ، يَقِفُ الحُجَّاجُ عَلَى جَبَلِ عَرَفَاتٍ مُتَضَرِّعِيْنَ إِلَى اللهِ، سَائِلِيْنَ المَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ، فَهَذَا اليَوْمُ يُعَدُّ رُكْنًا أَسَاسِيًّا فِي الحَجِّ.

بَعْدَ غُرُوْبِ شَمْسِ يَوْمِ عَرَفَةَ، يَنْطَلِقُ الحُجَّاجُ إِلَى مُزْدَلِفَةَ لِجَمْعِ الحَصَى الَّتِي تُسْتَخْدَمُ فِي رَمْيِ الجَمَرَاتِ. وَفِي اليَوْمِ التَّالِي، وَهُوَ يَوْمُ العِيْدِ، يَتَوَجَّهُ الحُجَّاجُ إِلَى مِنى لِرَمْيِ جَمْرَةِ العَقَبَةِ الكُبْرَى، ثُمَّ يَذْبَحُوْنَ الهَدْيَ وَيَحْلِقُوْنَ أَوْ يُقَصِّرُوْنَ، وَمِنْ ثُمَّ يَقُوْمُوْنَ بِالطَّوَافِ بِالبَيْتِ العَتِيْقِ فِيمَا يُسَمَّى بِطَوَافِ الإِفَاضَةِ.

تَسْتَمِرُّ مَنَاسِكُ الحَجِّ فِي الأَيَّامِ التَّالِيَةِ بِرَمْيِ الجَمَرَاتِ الثَّلاثِ، ثُمَّ يَخْتِمُ الحَاجُّ حَجَّهُ بِطَوَافِ الوَدَاعِ قَبْلَ مُغَادَرَةِ مَكَّةَ.

الحِكْمَةُ مِنَ الحَجِّ:

الحَجُّ لَيْسَ مُجَرَّدَ أَدَاءِ طُقُوْسٍ مُعَيَّنَةٍ، بَلْ يَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهِ دُرُوْسًا عَظِيْمَةً لِلمُسْلِمِيْنَ. فَهُوَ يُعَلِّمُ الصَّبْرَ وَالتَّوَاضُعَ، وَيُرَسِّخُ فِي النَّفْسِ شُعُوْرَ الوَحْدَةِ وَالتَّآخِي بَيْنَ المُسْلِمِيْنَ. كَمَا أَنَّ الحَجَّ فُرْصَةٌ عَظِيْمَةٌ لِلتَّوْبَةِ وَالرُّجُوْعِ إِلَى اللهِ، حَيْثُ يَعُوْدُ الحَاجُّ بَعْدَ أَدَائِهِ لِلحَجِّ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، خَالِيًا مِنَ الذُّنُوْبِ وَالمَعَاصِي.

فِي الخِتَامِ، الحَجُّ هُوَ فُرْصَةٌ رُوْحَانِيَّةٌ عَظِيْمَةٌ تَمْنَحُ المُسْلِمَ التَّجْدِيْدَ الرُّوْحِيَّ وَالقُرْبَ مِنَ اللهِ. نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَكْتُبَ لَنَا وَلَكُمْ حَجًّا مَبْرُوْرًا وَسَعْيًا مَشْكُوْرًا وَذَنْبًا مَغْفُوْرًا.

Share This